الأحد، 15 مايو 2011

التنمية من منظور إسلامي :

- التنمية في الإسلام:
من تعريف التنمية بالمفهوم السائد يكشف عن استناد هذا التعريف إلى الرؤية الكونية المادّية وانتهائه إلى هذه المرجعية. على أساس هذه الرؤية الكونية والمرجعية الفكرية لا يمكن للتنمية تجاوز دائرة الواقع المادّي مهما كان حجم الأشخاص الذين يُضاف إليها.
بيد أنّ الأمر يختلف في إطار المرجعية الفكرية للإسلام؛ ففي إطار الرؤية الكونية الإسلامية يُنظر إلى الإنسان كموجود يتكوّن من جسم وروح، له بالإضافة إلى الاحتياجات المادّية متطلّبات معنوية، ومن ثمّ فإنّ حياته لا تنحصر بين جدران الحياة في هذه الدنيا، وإنّما هو موجود أبدي تختلف مراحل حياته.
والإسلام في نفسه هو منهج للتنمية والتكامل، وبرنامج لتأمين الاحتياجات المادّية والمعنوية، ومشروع لإشباع البعدين الدنيوي والأخروي للإنسان، بحيث تستطيع الإنسانية من خلال ذلك أن ترتقي إلى مصافّ المجتمع الإنساني‏السعيد والمثالي0
ولقد سبق الإسلام كل فكر متقدم في معالجة قضايا التنمية، وان لم يكن مصطلح التنمية موجود بلفظه ألا أن القرآن الكريم لم يستخدم مصطلح النمو أو التنمية ، ولكن في كثير من نصوصه القرآنية والسنة النبوية وكتابات علمائه، يوجد العديد من المصطلحات التي تدل على النمو أو التنمية والتي منها : "التعمير و العمارة و الحياة الطيبة و التثمير والابتغاء من فضل الله ، والسعي في الأرض ، وإصلاح وإحياء الأرض وعدم فسادها ، والحياة الطيبة ، والتمكين . ويعتبر مصطلح العمارة ، والتعمير من أصدق المصطلحات تعبيراً عن التنمية الاقتصادية في الإسلام ( ) .
فمصطلح التنمية يقترب من مصطلح العمران في الاقتصاد الإسلامي فلقد جاء في الإسلام لفظ "عمارة الأرض" كمفهوم ذو دلالة أوسع من المفهوم الوضعي للتنمية التي تنحصر في الإنتاج المادي وتغفل الحاجات الروحية, ويختل فيها التوزيع ، ولا يتمتع كل الأفراد بحد الكفاية في الدخل ( ).
فالعمران يعني :" العمل بشرع الله لتحقيق الكفاية والكفاءة للجميع للوصول إلى نمو مستمر للطيبات وذلك بالاستخدام الأمثل لكل ما سخر الله من موارد 0
إن النظرة الإسلامية للتنمية (العمران) هي نظرة شاملة تتضمن جميع نواحي الحياة المادية والروحية والخلقية وركز على بناء الإنسان كمحور للعملية التنموية ، فالإنسان محورها وهدفها بوصفه الكائن الوحيد في هذا الكون القادر على إحداث تغيير وتطوير، والقيام بعملية تنموية لما في الكون، وذلك بما اختصه به الله سبحانه وتعالى عن بقية الكائنات ، فالإسلام حارب السلوك السيئ مثل الكسل والإتكالية وعدم السعي الذي ينتج عنه التخلف والفقر وهما معيقا لأي عملية تنموية وعمرانية .
فالإسلام حرص على تنمية الإنسان وموارده ليعيش حياة طيبة هانئة مليئة بالإنجاز لينال ثمرة عمله الصالح في الدنيا والآخرة.
فالتنمية في الإسلام هي تنمية شاملة للإنسان والذي يؤدي وظيفته في القيام بأعباء الاستخلاف في الأرض وإعمارها ، لكونه خليفة الله على الأرض وأن الكون سخر له من أجل إعماره أو تنميته وهي أمر واجب على كل مسلم فهي جانب من جوانب العبادة , والتنمية الاقتصادية هي مسؤولية مشتركة بين الحكومة والفرد .
أن الإسلام لا يؤيد" التنمية الرأسمالية التي تضمن حرية الرأي ولا تضمن قوت اليوم" ،و لا يؤيد" التنمية الاشتراكية التي تضمن قوت اليوم ولا تضمن حرية الرأي" .
والإسلام لا يؤيد "التنمية العلمانية التي تتحلل من القيم المسبقة من اجل التعامل البرجماتي النفعي مع الحاجات البشرية ".
فالتنمية في الإسلام تسعى للوصول إلى القضاء على الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المشكلة الاقتصادية والاجتماعية ، كما وتسعى إلى تنمية المجتمع للنواحي غير المادية من حيث السمو بالأفراد وإعلاء الروابط الإنسانية والتي تحقق بعدها نموا مادياً ( )

ليست هناك تعليقات: