الخميس، 3 أبريل 2008

حرية الراي في الشريعه الاسلامية




إن حرية الفكر والرأي نعمة من النعم العظيمة التي أنعم بها الله عز وجل على عباده، وهي من الصفات التي ميز الله تعالى الإنسان بها عن سائر المخلوقات، وهي أصل من أصول ديننا الحنيف، ولقد أولى التشريع الإسلامي حرية الرأي عناية كبيرة باعتبارها الوسيلة الرئيسة للدعوة ولنشر الدين الله في البشرية.
من هذا المنطلق تكلمنا في هذا المبحث عن مدى كفالة الدين الإسلامي لحرية التعبير عن الرأي، وكيف تنظر الشريعة لهذا الحق ، وتناولنا النقاط الآتية:
- إن الحرية من الفطرة:
إذ الأصل في الإنسان أن يكون حراً في اختيار أفعاله، قال تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}.
- سيرة الرسل جميعاً تؤكد حرية الرأي:
فإنهم كانوا يناقشون أقوامهم ويجادلونهم بالتي هي أحسن، وهذا يؤكد على حرية التعبير عن الرأي، إذ إن النقاش لا يكون إلا بتبادل الآراء والأفكار.
- القرآن والسنة يقرران حرية الرأي:
قال سبحانه: {اُدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن}. وقال تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}.
- الجهر بالرأي قد يكون واجبا وليس مجرد حق أو رخصة:
قال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة"، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
- العلماء المسلمون وحرية الرأي:
لقد ضرب لنا علماء الأمة أعظم أمثلة في تعبيرهم عن رأيهم حتى لو ترتب على آرائهم السجن أو التعذيب، والتاريخ الإسلامي زاخر بمثل هذه الأمثلة الجليلة.
- قيود حرية التعبير عن الرأي في الشريعة الإسلامية:
يجب ألا تكون هذه الحرية معول هدم للقيم الثابتة في المجتمع الإسلامي.
- لا يجوز أن تستعمل حرية التعبير عن الرأي في نشر الأهواء والبدع والمذاهب الهدامة، وإذاعة الشبه بين الناس.
- ولقد حظر الإسلام الخوض في أعراض الناس وقذفهم وفضح أسرارهم وإشاعة الفحشاء في المجتمع.
- يجب أيضاً ألا تستغل حرية التعبير عن الرأي في النقد الهدام الذي قد يصل إلى التعدي على الأفراد بتجريحهم وشتمهم.
- يجب ألا يكون ما يعبر عنه الفرد حرام بذاته كمن يتغنى بالزنا أو بالخمر بدعوى حرية التعبير عن الرأي.
فاللهم حكم فينا شرعك.. اللهم آمين

ليست هناك تعليقات: