السبت، 19 أبريل 2008

كيفيه بناء شخصية الداعية في الإسلام :

كيفيه بناء شخصية الداعية في الإسلام :
الشخصية الإسلامية:
إن الاهتمام بتكوين الشخصية الإسلامية يجب أن يسبق أي عمل آخر؛ فالشخصية الإسلامية حجر الزاوية في بناء الحركة الإسلامية .. وكما أن الحركة الإسلامية لا يمكن أن تنهض بدورها الكبير في قيادة الأمة بغير الدعاة والعاملين، كذلك فإن هؤلاء الدعاة لا يمكن أن يقوموا بالدور الخطير ما لم تكتمل شخصيتهم الإسلامية اكتمالاً طبيعيًا سليمًا..
العناصر التي تتكون منها الشخصية الإسلامية:
* العقلية الإسلامية:
إن العقلية الإسلامية إحدى مقومات الشخصية الإسلامية.. وهي بالتالي ملكة التفكير والتصور الإسلامي الصحيح للكون والإنسان والحياة، فالأفكار والأحكام والمحسوسيات والمغيبات يجب أن تخضع كلها لتقييم إسلامي صحيح. وبهذا تكون العقلية الإسلامية قاعدة فكرية تعكس مفاهيم الإسلام وأحكامه في كل شأن من الشئون.
فالعقلية الإسلامية هي (العقلية) التي تنظر إلى الأشياء - كلّ الأشياء - من خلال الإسلام .. وتحكم على الأمور - كلّ الأمور - بمنظار الإسلام، فيكون الإسلام بالنسبة إليها مقياس كلّ قضية، وحلّ كل مشكلة، وزمام كلّ أمر .. ولعل أهم الأسباب التي تؤدي بالدعاة إلى الانحراف – أحياناً- اضطراب فهمهم وتصورهم للإسلام، وللعمل الإسلامي.
ولتكوين العقلية الإسلامية لابد من توفر العوامل التالية :
أولاً: الفهم الصحيح للكتاب والسنة:
والذي من شأنه أن يقيم في ذهن الداعية الخطوط الأساسية للحياة الإنسانية كما يريدها الإسلام .
ثانيًا: الإدراك الكامل لأهداف الفكر الإسلامي:
من حيث هو ضابط مسلكي وأخلاقي، دافع للعمل، جاعل سلوك الإنسان متقيدًا ومتكيفًا بحسبه في الحياة الدنيا ونحو الآخرة. وأنه ليس مجرد نظريات ومثاليات مجردة .. وهذا ما يجعل المفهوم الإسلامي واقعيًا وإيجابيًا، وذا مفعول عميق وقوي في بناء الشخصية الإسلامية
ثالثًا: الاستيعاب الكامل والكافي لجوانب التصور الإسلامي:
دونما انحصار في جانب من الجوانب . فكثيرًا ما يؤدي التفريط الجانبي إلى ظواهر وانحرافات خطيرة. فالعقل ينمو نموًا طبيعيًا ما دام يتناول من الأبحاث والثقافات ما يكفل له غذاءً وفيرًا ومتنوعًا .. ويقف عن النمو والإنتاج، بل قد يتأخر ويكف عن التفكير إذا أهمل، أو قدم له الضحل الخفيف من القراءات والمطالعات ..
ومن المعلوم علميا ًإن الدماغ يستطيب تنوع الأبحاث. فينسجم ويستعيد استساغة الفكر.. والتفكير ذو النمط الواحد يكده ويجهده .. مثله في ذلك مثل الأذن تمج النغم الواحد المتواتر .. ومثل عضلات القدم التي يرهقها هبوط المنحدر السحيق، كما يضنيها صعود المرتقى الطويل..لذلك يجب أن نقدم لأدمغتنا دراسات منوعة لتحتفظ بجدتها ونشاطها.
من هنا نلاحظ أن الذين ينصرفون إلى المطالعات (الروحية أو الأدبية) فحسب يصابون بالانعزالية والانطوائية .. كذلك الذين يعكفون على البحوث العلمية المجردة ولا يقدمون للعقل أغذيته الأخرى الضرورية قد يقعون فريسة عوارض عصبية ونفسية جامحة . وحتى يتحقق للعقل اتزانه وعمقه يجب أن ينفتح على كل ما في الحياة من معرفة وعلم وثقافة، يأخذ منها بقدر.. ويدع منها بقدر، وفي حدود ما يستسيغه التصور الإسلامي السليم .. والعقلية الإسلامية لا يمكن أن تكون إسلامية صافية ما لم تطل على العالم من نافذة الإسلام.. تفكر وتقدر، تستحسن وتستقبح، توازن وتقارن، كل ذلك على ضوء الإسلام، ووفق أصوله وقواعده.
* النفسية الإسلامية:
والنفسية الإسلامية ثاني مقومات (الشخصية الإسلامية) بل هي الانعكاس الحسي لتفاعل الفكرة الإسلامية وأثرها في حياة الفرد .. فميول الإنسان وغرائزه مربوطة ارتباطً وثيقًا بمفاهيمه وتصوراته الفكرية .. ومن هنا كانت النفسية الإسلامية هي الكيفية التي يمارس الداعية على ضوئها غرائزه وميوله وحاجاته العضوية.
وقد يكون من أهم ما تجب العناية به، ووضع المناهج له؛ تحويل المفاهيم والأفكار الإسلامية إلى سلوك وخلق أي إلى نفسية إسلامية . وهذا ما يفرض إحكام الربط بين العقلية والنفسية أي بين التفكير والتطبيق .. لقد ندد الإسلام بانفصال (جزئي الشخصية) عن بعضهما البعض فقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ } [سورة الصف : 2].

ليست هناك تعليقات: